أبناء الشيخ محمد الخطيب النيدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أبناء الشيخ محمد الخطيب النيدى

منتدى لنشر الصوفية الحقة من الكتاب والسنة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل قول الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ... }. باق إلى يوم القيامة ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 29/10/2009

هل قول الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ... }. باق إلى يوم القيامة ؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل قول الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ... }. باق إلى يوم القيامة ؟   هل قول الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ... }. باق إلى يوم القيامة ؟ Icon_minitimeالسبت أكتوبر 31, 2009 1:26 am

هل قول الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }. باق إلى يوم القيامة أو أنه انتهى بانتقال النبي صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا ؟
إن الآية التي أنزلها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة النساء : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } ؛ آية مطلقة ليس لها مقيد نصي ولا عقلي، فليس هناك ما يقيد معناها بحياة النبي صلى الله عليه وسلم الدنيوية، فهي باقية إلى يوم القيامة، فالعبرة بالقرآن دائمًا بعموم اللفظ وليست بخصوص السبب، ومن زعم تخصيص تلك الآية بحياته صلى الله عليه وسلم أو تخصيصها به ؛فعليه أن يأتي بالدليل، فالإطلاق لا يحتاج إلى دليل؛ لأنه الأصل والتقييد هو الذي يحتاج للدليل.
وهذا ما فهمه المفسرون، بل أكثر المفسرين التزامًا بالأثر كالحافظ ابن كثير رحمه الله، فقد ذكر الآية وعقب عليها بقوله : «وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو النصر الصباغ في كتابه الشامل هذه القصة المشهورة ،عن العتبي قال : (كنت جالسًا عند روضة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي، فقال : السلام عليك يا رسول الله ،سمعت الله يقول : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } ،وقد جئتك مستغفرًا لذنبي مستشفعًا بك إلى ربي ،ثم أخذ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
0



فطاب من طيبهن القاع والأكم
0
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
0



فيه العفاف وفيه الجود والكرم
0
ثم انصرف الأعرابي ،فغلبتني عيني ،فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ،فقال : يا عتبي الحقْ الأعرابي فبشره بأن الله قد غفر له([1]). وروى القصة كذلك البيهقي([2]).
وهذا لا يعني أننا نستدل بالرؤيا، ولكننا نستدل بعدم اعتراض الإمام ابن كثير على القصة التي ساقها في تعرضه لتفسير تلك الآية، وما ذكره من إقرار العتبي للأعرابي في فعله وعدم الإنكار عليه بطلب الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله الشريف صلى الله عليه وسلم.
وقد استدل بتلك الآية أغلب الفقهاء على استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما استحبوا قراءتها أثناء زيارة روضته الشريفة صلى الله عليه وسلم فذهب الحنفية إلى استحباب قراءة الآية عند قبره الشريف؛ ففي الفتاوى الهندية في آداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما نصه : «ثم يقف عند رأسه صلى الله عليه وسلم كالأول ويقول : اللهم إنك قلت - وقولك الحق - : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ ً }»([3]).
ومن مذهب المالكية يقول ابن الحاج العبدري : « فالتوسل به عليه الصلاة والسلام هو محل حط أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا؛ لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب؛ إذ أنها أعظم من الجميع ؛فليستبشر من زاره . ويلجأ إلى الله تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام من لم يزره . اللهم لا تحرمنا من شفاعته بحرمته عندك آمين يا رب العالمين.
ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم ؛ألم يسمع قول الله عز وجل : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }، فمن جاءه ووقف ببابه وتوسل به ؛وجد الله توابًا رحيمًا؛ لأن الله عز وجل منزه عن خلف الميعاد، وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه وسأله واستغفر ربه، فهذا لا يشك فيه ولا يرتاب إلا جاحد للدين معاند لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،نعوذ بالله من الحرمان»([4]).
وقال إمام الشافعية الإمام النووي في بيانه لآداب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم : «ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ويتوسل به في حق نفسه، ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى، ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب، وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال : (كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ،سمعت الله يقول { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } ،وقد جئتك مستغفرًا من ذنبي ، مستشفعًا بك إلى ربي ...)» ([5])، ثم ذكر القصة التي أوردها ابن كثير.
وفي مذهب الحنابلة يرشد الإمام ابن قدامة إلى تلاوة تلك الآية ومخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بها ، وطلب الاستغفار منه صلى الله عليه وسلم في آداب زيارة قبره الشريف؛ حيث قال ما نصه : «ثم تأتي القبر فتولي ظهرك القبلة، وتستقبل وسطه، وتقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله، وخيرته من خلقه وعباده، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت الله حتى أتاك اليقين، فصلى الله عليك كثيرًا، كما يحب ربنا ويرضى، اللهم اجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدًا من النبيين والمرسلين، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم إنك قلت -وقولك الحق - : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } ،وقد أتيتك مستغفرًا من ذنوبي ، مستشفعًا بك إلى ربي، فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة، كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم اجعله أول الشافعين، وأنجح السائلين، وأكرم الآخرين والأولين، برحمتك يا أرحم الراحمين. ثم يدعو لوالديه ولإخوانه وللمسلمين أجمعين»([6]).
وصرح العلامة الرحيباني من الحنابلة باستحباب قراءة الآية عند قبره الشريف أثناء الزيارة حيث قال في إرشاده لخير ما يقال أثناء الزيارة ما نصه : « اللهم اجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدًا من النبيين والمرسلين، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم إنك قلت - وقولك الحق - : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } ،وقد أتيتك مستغفرًا من ذنوبي ،مستشفعًا بك إلى ربي، فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم اجعله أول الشافعين، وأنجح السائلين، وأكرم الأولين والآخرين برحمتك يا أرحم الراحمين. ثم يدعو لوالديه وإخوانه وللمسلمين أجمعين»([7]).
مما سبق نعلم أن جميع المذاهب يستحبون قراءة تلك الآية عند الروضة الشريفة، ويعتقدون أنها باقية، وهو ما عليه أمة الإسلام سلفًا وخلفًا، ولا عبرة لمن شذ منها عن ذلك الفهم، فاستغفار النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يمنعه عقل ولا نقل، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله، وما رأيت من شر استغفرت لكم »([8])، والله تعالى أعلى وأعلم.

([1]) تفسير ابن كثير، ج1 ص 521.
([2]) شعب الإيمان، ج3 ص 496.
([3]) الفتاوى الهندية، لجنة برئاسة نظام الدين بلخي، ج1 ص 266.
([4]) المدخل، لابن الحاج، ج1 ص 260.
([5]) المجموع، للإمام النووي، ج8 ص 256.
([6]) المغني، لابن قدامة، ج3 ص 298.
([7]) مطالب أولي النهى، للرحيباني، ج2 ص 441.
([8]) أخرجه البزار في مسنده كشف الأستار، ج1 ص 379، وأخرجه الحارث في مسند الحارث بزوائد الهيثمي، ج2 ص884، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس، ج 2 ص 137، وذكره أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد، ج9 ص 24 ،وعقبه بقوله : «ورجاله رجال الصحيح» ،قال عنه الحافظ العراقي في طرح التثريب، ج3 ص 297 : «إسناده جيد»، وصححه الحافظ المناوي في فيض القدير،ج3 ص 401، وتعجب ممن زعم أنه مرسل، وقد صححه جمع غفير من الحفاظ منهم : النووي، وابن التين، والقرطبي، والقاضي عياض، والحافظ ابن حجر.
دار الافتاء المصرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkhateb.rigala.net
 
هل قول الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ... }. باق إلى يوم القيامة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما هو ذكر الله، وهل يجوز أن نذكر الله باسم مفرد من أسمائه فقط، دون أن نكون جملة بمعنى أن نقول : «الله الله» أو «الرحمن الرحمن»؟
» كتاب الطريق إلى الله
» مولد النبى صلى الله عليه وسلم
» الشيخ تاج الدين بن عطاء الله السكندري
» نشأته وحياة الشيخ محمد الخطيب رحمه الله ورضى عنه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء الشيخ محمد الخطيب النيدى :: مسائل تتعلق بالتصوف والصوفية-
انتقل الى: